تشهد ساحة الفنية العربية في مرحلة الأخيرة بدءا من القرن الواحد والعشرين إلى يومنا هذا تحولات نوعية وكيفية، هذا التحول صاحب جل الفنون بما فيها المسرح، أمر الذي طرح تساؤلات كثيرة تتعلق بهوية هذا الخطاب وخصوصيته هذا الخطاب الذي يكشف في الغالب عن حالة التطور التي لحقت مؤخرا جل الإنتاجات المسرحية العربية، التي في الغالب ما يكون أصحابها خريجي معاهد الفنون.
فرقة فرجة للجميع، فرقة حديثة العهد كفرقة محترفة في مجال فنون العرض الحي، تم تأسيسها سنة 2010 بمدينة طنجة بالمغرب، بمبادرة من طلبة المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي الرباط القاطنين بطنجة، هذه السنة تستعد الفرقة لتقديم عملها الجديد المقتبس عن رواية إحدى عشرة دقيقة للكاتب الروائي العالمي باولو كوليهو، تجربة جديدة تضاف إلى تاريخ هده الفرقة، تجربة فرجة للجميع تجربة مستقلة الإنتاج و الفكر وطرق المعالجة، من خلال مسار تجريبي مختلف يرتكز أساسا على الجسد، الحركة، و الصوت.
وقدارتأى مخرج هذا الغرض المسرحي حمزة بو العز الخوض هذه المرة في تجربة الصوتي الحركي، في عرض إحدى عشرة دقيقة لتعبيرأكثر عن الحياة اليومية وعن تفاصيلها، الأمر الذي يبرر الخروج بالعرض من فضاء القاعة الإيطالية إلى الشارع معناه إلى عامة الناس، نص إحدى عشرة دقيقة ينطلق من المحلي إلى العالمي، ومن العالمي إلى المحلي، من ماريا إلى مريم العاهرة المغربية، أو*مريم قحبة* كما نناديها في الغالب.
بعيدا هذه المرة عن الأفكار التجريدية ستقدم الفرقة عرضا يتناول تيمه القدر، التيمة التي تضعنا أمام سؤال لطالما نطرحه هل نحن مخيرون أم مسيرون؟ إنه نص مفتوح يكاد يخلو من الحوارات الثنائية، يعتمد أساسا على الحكي المهموس إلى جانب لوحات من التشكيل البصري، هي ليست بتجربة جديدة ومن العيب ادعاء ذلك، هي تجربة تدخل في إطار الدعوة التي تكررت منذ بداية القرن العشرين بالعودة إلى الطقس في المسرح، وقد دعا إلى ذلك مجموعة من المخرجين على رأس القائمة المخرج الإيطالي أوجين باربا وأريان موشكين وأنطوان أرطو وغيرهم.
تجربة فرجة للجميع ترسم طريقها لا محالة، ربما تفتح على رؤى فنية أخرى رؤى تدمج بين الحديث و القديم في مجال فنون العرض في وقت يدعو فيه الغرب للعودة إلى الشرق حيت تلعب الموسيقى دورها التعبيري، موعدكم مع أول عرض لإحدى عشرة دقيقة يوم الخميس 22 شتنمبر 2011 بمدينة شفشاون يليه يوم الخميس 29 شتنمبر 2011 بحدائق مندوبية وزارة التفافة طنجة في إطار مهرجان طنجة بلا حدود.
تعليقات:
